المادة    
السؤال: إن من الدعاوى الباطلة التي يروج لها الآن أن نصف المجتمع معطل، وأنه لابد للمرأة من الخروج، لحاجة المجتمع إليها، فبماذا يرد على أمثال هؤلاء؟
الجواب: يرد عليهم أولاً بقول الله تبارك وتعالى: ((وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ))[الأحزاب:33] فليس قرارها في بيتها تعطيلاً، إنما هو امتثال لأمر الله، ولو لم يكن هناك حجة لقرارها في بيتها إلا امتثال أمر الله، فكفى بامثتال أمر الله حجة! فامتثال أمر الله وطاعته هو الخير والشرف، وهو العمل العظيم الذي من أجله خلقنا، وهو أكبر عمل نقوم به في هذه الحياة الدنيا.
كما أن المرأة المسلمة التي تبقى في البيت ليست معطلة، فهي إن كانت أماً فإنها تربي الأجيال، وتهيئ المناخ المناسب للأسرة المسلمة، فلديها من الأعمال ما يفوق عمل كثير ممن يعملن خارج البيت. كن يمضين الوقت في الفراغ وقراءة الصحف وأمثال ذلك مما نشاهد الرجال يفعلونه، والله تعالى أعلم بحال النساء.
فالمرأة المسلمة تبقى في بيتها، وتربي أطفالها، ولو افترضنا أنها ليست متزوجة، فيمكن أن تعمل وهي في البيت الأعمال التي تجلب لها الخير، كأن تتعلم العلم، أو تعمل بالخياطة، أو تعمل أي عمل يمكن أن يدر عليها الربح وهي في بيتها، فتجمع بذلك بين امتثال أمر الله سبحانه وتعالى وبين الإنتاج والعمل الذي يحقق لها الخير في الدنيا والآخرة.
أما إذا خرجت المرأة، فإنه لن يتعطل نصف المجتمع فحسب، بل سوف يتعطل المجتمع كله، ونضطر إلى الاستعانة بالمربيات والخادمات والطباخات، والخياطات وأمثال ذلك، ثم تخرب الأمة وتهرم، ويفنى شبابها، ويضيع مستقبلها، وتتدهور تنميتها، وتنقرض بعد أجيال.. كما سمعنا في الإحصائيات الغربية.